أثر تفاعل الحضارات فى الموسيقى العربية
وكما تأثرت أوربا بموسيقى الشرق نقل الشرق بدوره ما طوره الأوربيون خلال قرون طويلة إلى موسيقاهم ، وتعددت أشكال هذا النقل من استخدام الآلات الحديثة إلى إدخال أساليب جديدة فى التأليف الموسيقى واعتماد التعبير كأداة أساسية فى التأليف وهو ما افتقدنه الموسيقى العربية القديمة ، لكن هذا النقل لم يقترن بتطوير تقنى كما فعل الأوربيون بموسيقى الشرق وإنما ظل فى دائرة النقل فجاءت الآلات كما هى بمواصفاتها ، وربما يقال أن صناعة الآلات تحتاج أيضا إلى صناع مهرة وذوى أفكار لم تسمح ظروف المنطقة التقنية بظهورهم ، لكننا نجد أن الموسيقيين الأوربيين كانوا هم الرواد فى هذا ولم يتركوا المسألة للصناع ، وقد بلغ اهتمامهم حد أن الموسيقى كان يتخيل صوت بعينه لم تصدره آلة من قبل فيعمد إلى استخدام مهارات الصانع إلى أن يقنعه بفكرة الصوت الجديد فتظهر آلة جديدة للوجود يستعملها فى سيمفونية جديدة تضيف بعدا تقنيا إلى ما يقدمه بينما يكون هدفه الأساسى التعبير بالصوت الموسيقى عن حالة يتخيلها لا تستطيع التعبير عنها الآلات الموجودة ، وهناك آلات عديدة يرجع الفضل فى ظهورها إلى الموسيقيين أنفسهم مما يؤكد الدور الأساسى للموسيقيين فى تطوير كل ما يتعلق بالموسيقى ، وبينما دخلت على موسيقى الغرب فى العصر الحديث تقنيات بالغة التعقيد هى نتاج أفكار وتراكمات عديدة لكنها سريعة التطور والتجديد يساعد على انتشارها شركات عملاقة تعمل من أمريكا إلى اليابان نجد الشرق لا يجارى هذه النهضة إلا فى استيراد التقنية كما هى وربما لن يستطيع الشرقيون إضافة أى شيئ فى التقنيات بسبب الفجوة التكنولوجية الحالية بين الشرق والغرب ، ولكن تطورا هاما قد حدث ولو أنه أدخل لاعتبارات تجارية ، وهو إخضاع الآلات الحديثة كالأورج لأداء المقامات الشرقية التى لا يستعملها الغرب ولا يعرف عنها شيئا ، وقد تم ذلك باستحداث تقنية بسيطة تفتح المجال لأداء ربع الدرجة الموسيقية ( ربع التون ) غير الموجود فى الآلات الغربية التى تعتمد مقاماتها على استخدام الدرجة الكاملة ونصف الدرجة فقط ، وقد تم ذلك لأول مرة فى سبعينات القرن العشرين فى معامل الشركات اليابانية التى تجيد التسويق لاحتياجات الشرق الأوسط ، وهذا التطوير يحسب للطرفين على أى حال